كنتُ أثق
تمام الثقة وأعي كل الوعي بضرورة الفراق ، وكنت أتمنى ألا يأتي ذلك اليوم بالرغم
من علمي بحتمية وصوله ولكن لم أكن أبداً أتوقع أو أتخيل أو يخطر ببالي أن يأتي على
هذه الشاكلة
لطالما تعرضت
لمثل هذه المواقف وكانت تمر مرور الكرام معتبرا أن المتحدث سفيه لا يجب أن تعير
السفيه انتباهك ، ولكن لا أدري كيف خرت قواي وانهارت بتلك الصورة بالرغم من خوضها
تلك المواقف سابقاً
أكاد أتذكر أن مرات انهياري لا تتعدى الثلاثة مرات من بينهم حالة وفاة في أحد
المآتم ، تكاد تكون هذه المرة هي المرة الثانية بالرغم من تمالكي لأعصابي في بداية
الأمر وفي وسطه ولكن سبحان الله وكأن الأمور تتصاعد تصاعد رهيب غير مبرر وتضغط
عليك بضغطات ساحقة لا تستطيع أن تتوقف لحظات لتتحكم بنبضات قلبك وتتمالك أعصابك ،
وبعد التروي الوهمي الذي لن يأتي إلا حين أرى قصاص الله في أرضه وبمحاولة لتحليل
الموقف وإلقاء نظرة من خارج الصندوق أجد الذي أدى إلى تلك الهزة حينما تستعظم
الأمر وكم هانت نفسك وتبعثرت وكأنها مخلفات بعير عابر بجانب اجتياح فكرة وخاطرة أ
لي هذا كانت أصبو ، أهذه هي المفخرة التي ينتظرها والداي من ابنهم الوحيد ، فلتذهب
نفسي غير مأسوفا عليها ولكني لست لنفسي وحدي فأنا مرآة لبيتي وأسرتي وعشيرتي ولا
أسمحن لمخلوق على وجه البسيطة أن تراوده فكرة الإساءة بشكل مباشر أو بغير مباشر
أراه الموقف
الأول الذي تهتز فيه صورتي أمام زملائي ، لم أكن أبدأ أتمنى أن أظهر على هذه
الشاكلة ولكن هي مشيئة الله وبقضاء الله نرضى ونصبر ونحتسب
جاء اليوم
المتوقع على غير المتوقعة أحداثه ولكنه في النهاية جاء ، كم سأشتاق إليهم تلك
البراعم النابتة في مستنقع الضباب وأرجو من الله أن يجمعني بهم على خير وأن يصلح دنياهم
وأخراهم
نهاية ..
موعدي يوم الأربعاء لأرى عدل الله وإنصافه فأنا على موعد مع العدالة وأعد نفسي
ملتمساً عون الله أن يلهمني السداد والتوفيق في مرافعتي القادمة بتمالك أعصابي
وإقصاء صوت العاطفة جانباً والكشف عن صوت العقل ليحلق في سماء العدالة الإلهية حاملاً
مسئولية التصدي لتلك القاذورات والدحض بها عني وعن زملائي
حقاً إنه يوم
من عمري