Monday, April 2, 2012

وقفات


وأشرقت شمس يوم جديد ، إنه يوم الجمعة الموافق 30-3-2012 ، ارتديت ملابسي عازماً الرحيل والمضي قدماً لتلبية نداء ألِن قلبك .. فكنت على موعد مع يوم ممتع مع الأطفال بملاهي ميدو بارك بالمحلة الكبرى

لم تكن المقدمات تعطي الأمل والتفاؤل ولكني صممت وأصررت على أن شيئاً لن ينغص علي ذلك اليوم وظللت مراراً وتكراراً أجدد النية وأعقد العزم ملتمساً عون الله فعلى سبيل المثال ليس الحصر : صدق أو لا تصدق بعد انطلاق السيارة ب 10 دقائق إذ بالسائق يعود أدراجه مرة أخرى إلى الموقف متعللاً بعطل بالسيارة مما أهدر على الأقل 20 دقيقة ، وبعدما وصلت لمكان التجمع لم أجد تجمع فاضطررت إلى قطع أشواط إضافية لمعرفة الوصول .. الخ ليس محور حديثنا هذه العوائق وغيرها التي صادفتني مطلع ذلك اليوم ، الشاهد أنني توكلت على الله وأن كل شىء سيكون على ما يرام ، وبالفعل جاء اليوم جميلاً بسيطاً ليس به أي تكلف ، كما شهدت أشياء لم أشهدها من قبل وخرجت ببعض المقتطفات

· أول مرة في حياتي استقل المعدية التي تربط بين المنصورة وطلخا المواجهة لشارع المدير

· أن تشعر بأنك قدوة يستمد منها الأطفال أفعالهم مقدرين هذه القدوة بحب واحترام وشغف وإعجاب مما يحملك من المسئولية الكثير والكثير

· أن تقول الحمد لله من أعماق أعماقك حينما تجد أن من ضمن الحضور طفلاً لديه من الإعاقة ما تجعله يسير بكرسي متحرك يحاول أباه أن يدخل عليه السعادة بشتى الطرق ولكن ما أصعب تلك اللحظات عليه أن يرى كل أقرانه يلعبون ويقفزون ويهللون مصفقون فرحون بالمرح واللعب المتمثلة في الملاهي في حين أنه ليس بمقدوره سوى الجلوس هكذا متفرجاً الأمر الذي أثار حفيظتي وقلت في نفسي لماذا أتى به والده فإني أراها قمة الحسرة والعجز .. أراد أن يدخل إليه السرور ولكني لا أظنها كانت فكرة سديدة ، ولكن بفضل الله حاولنا أن نبهجه قليلاً وقد كان فالتقطنا معه بعض الصور وهو يرتدي لأحد الأقنعة المخيفة فارتسمت البسمة على شفتاه فأضاءت أنوار قلبي لتلك اللحظات ، وكنت أظن إعاقته في أرجله فقط حتى إذا أخذ الأطفال والكبار يلعبون لعبة صياد السمك ويرمون الكرة المرة تلو المرة فأردت أن أشركه معهم وأنا أعلم أنه لا يقدر على الحراك فعرضت عليه أن يجلس في أحد الأطراف ويرمي الكرة فقط وبالتالي يكون قد شارك ولعب وفي الوقت ذاته لم تمنعه إعاقته .. فجاء جوابه لي كالصدمة التي اخرستني فلم أستطع أن أنطق ببنت شفة .. قال لي أنه لا يقدر أيضا على رمي الكرة فأيقنت إن يداه لم تسلم من تلك الإعاقة فصمت ولم أحرك ساكناً وترددت من داخلي صيحات تقول الحمد لله داعياً الله أن يزيح عنه ما هو عليه الآن ، ومما أسعدني أن هذا الموقف لم يكون الأخير ووفقني الله واستعملني لمساعدته في مشهد آخر أحب أن أحتفظ به لنفسي

· أن تسير في شارع يذكرك بماضي بعيد وتضحك على مرور الزمن والأيام في حين أنك بكل خطوة في تلك اللحظة في هذا الشارع تأخذ بها حسنات وحسنات ، كم كان هذا المشهد رائعاً وأن تستحضر الثواب أثناء الفعل وكل خطوة تدفعك للتي تليها

· يشاء القدر أن تأتيني رسالة في ذلك اليوم في صلاة الجمعة من خطيب المسجد أثناء إلقاؤه للخطبة مؤكداً على أن كسر قسوة القلوب وترقيقها يأتي من المسح على رأس اليتيم وعدد الفضل والثواب الأمر الذي أوردته في منشور سابق على صفحتي

· عمرو – فارس – حسان – أحمد – أحمد – فارس – هاجر – سماح – منة – يوسف – محمد ( شبه رامى اللى فى فيلم up )– يوسف ( اسأله لماذا لا يلعب في حصة الألعاب مع زملاؤه بالمدرسة .. يخبرني أنهم لا يريدون .. أقول له لماذا لم تخبر الأستاذ .. يقول لي اخبرته ولم يفعل شيئاً فأظل جالساً أشاهدهم فقط )– أحمد ( عبقرينو وعاوز يطلع مهندس ديكور ) .. أأمل أن أكون تركت ولو بصمة في يومهم هذا