Saturday, July 20, 2013

ما بين شرعية الشرعية وشرعنة اللاشرعية



لم أمضِ على استمارة تمرد وبالطبع لم ألقِ بالاً لما تدعى تجرد لأنها إذا دلت على ثمة شيء فإنها تدل على التشرد .... كنت ضد الرئيس وحكومته ولا أظن أنه كان يوجد أحد راضياً عن هذا الفشل ولكنني في نفس الوقت كنت مع إقصاء الرئيس عن طريق انتخابات البرلمان حتى لا تكون بدعة في المستقبل ... وجرى ما جرى وخرجت جموع الشعب معبرة عن غضبها وحنقها وكنت سعيد من داخلي ولكن عقلي يذكرني بقواعد اللعبة .. وما أن زادت حدة الغضب وأعداد الجماهير حتى ذهب عقلي ليبارك فرحة قلبي.
وقد سبق وبينت في البوست الماضي عقب خطاب العزل الموقف بشكل أشمل ولكن ما يحدث بعد 30 يونيو مخيب للآمال بشكل مفزع.
لا أدري من أين استهل .. فقط نستطيع أن نجمل ما يحدث في ( الانتقام سيد الموقف ) .. ينتفض الإرهاب انتفاضاً في سيناء ويحاول أن يقضي على الأخضر واليابس .. وعلى صعيد آخر حملة شرسة قذرة على التيار اليميني من كل حدب وصوب .. فإعلام الفتنة والضلال يمارس أبشع وسائل التحريض والعنصرية الفجة بل زاد وصال وجال عما كانت تفعله القنوات الدينية فكاد عقلي يطير أنه بالأمس القريب كانت هذه القنوات وكلنا كنا معها تنتقد وبشدة أداء القنوات الدينية وعنصريتها وخطابها المؤجج للفتن بل وقد أيدت أنا شخصياً قرار غلق هذه القنوات مؤقتاً منعاً للفتنة والتحريض في هذا الظرف الصعب ، ولكن ما أراه الآن من تدني بشع من قنوات المعارضة السابقة هو أسوأ مما كانت تقدمه القنوات الدينية ... فقط عليك أن تتابعهم لبعض لحظات لتجد نفسك تلقائياً معبئاً بكراهية لا حد لها لكل ما يمثل التيار اليميني وإن كانوا حتى أصدقائك وأقربائك .. والحمد لله لا أشاهد التلفاز ولا أتعرض لمثل هذه السخافات ولكن تلاحقك تلك الأخبار على الفيس بوك واذكر قبل رمضان مباشرة أو ربما في رمضان - لا أذكر تحديدا تاريخ واقعة الحرس الجمهوري - على قناة سى بى سى وتعليقاً على مأساة الحرس الجمهوري يقول ضيف أحد البرامج ( هو اية اللى وداهم هناك ) ... ما إن سمعت هذه الكلمات إلا وتذكرت خالد عبد الله .. يا سبحان الله .. ما اشبه الليلة بالبارحة ... نفس الخطاب العنصري المبرر الفج الذي يستبيح أعراض الناس ودمائهم.... لذلك فأولى لهذه القنوات أن تغلق تماماً وأن يأخذ الإعلام إجازة لأجل غير مسمى لأننا سئمنا هذه القاذورات.
مشهد آخر وهو حلقة خيري رمضان المسفة الخاصة بالتبرعات .. وقد كنت علقت عليها سابقاً وأن الشىء الوحيد الذي أثلج صدري هو تبرعات جموع الشعب ، أما دون ذلك من رجال الأعمال والفنانين فلقد أثار اشمئزازي وحنقي وما زاد على ذلك هو خيري رمضان بذاته .. أين كان كل هؤلاء في العام الماضي .. ألم يكن هناك مصر آنذاك !! .. الوطن ثابت يا اساتذة والأنظمة متغيرة ... فضحوا نفسهم بدري بدري سبحان الله
مشهد آخر هو المشهد الجلل في كل ما يحدث وهو مشهد الدماء المُراقة ... تبرير عجيب وغريب لكل نقطة دم تسيل دون شفقة أو رحمة وكأن الإنسانية نُزعت من الصدور .. ما هذا العبث الذي أراه .. أنشمت في بعضنا البعض في موتانا .. أنبرر لسيل الدماء بمبررات واهية فجة .. وساءني أكثر ما ساءني موقف الجبهات الثورية في برودة ردود أفعالها وكأن شىء لم يكن ناهيك عن الفصائل السياسية كافة والتي هي في قمة النشوة لموت الآخر ... أقول لمن يدعي الثورة أن الدائرة ستدور عليكم .. البلطجة لا دين لها .. عندما يتحول البلطجية والفلول إلى شباب الثورة لن يتوانوا في فعل الأفاعيل كما يفعلون الآن دون حتى اعتبار حرمة الشهر الكريم ... والجميل والممتع أن البلطجة تأتي برعاية الداخلية .. ومن الجميل أيضاً أن القوى السياسية والثورية تهلل للشرطة ... حقاً أكاد أُجنَّ .... المجازر تتوالى وعلى رأسها مجزرة الحرس الجمهوري .. أي عقل يقبل ذلك ... كيف لك يا بني آدم تبرير قتل هؤلاء ... رحمتك ياااارب
ثم يأتي الرئيس الطرطور .. اصبر كل ذلك طمعاً فى تحقيق أهداف الثورة ودخول عصر منير بالانتخابات القادمة لينتهي كل ذلك العك ... لم أجد في الإعلان الدستوري ما يفيد في حالة التصويت بلا على التعديلات الدستورية القادمة !! ... ومشوفناش حد من الجهابزة بتوع المعارضة اعترض على قانون الطوارىء أو فتح بقه اعتراضاً على الإعلان الدستوري ... أنا شخصياً معنديش اعتراض عليه تقريبا وموافق عليه .. بس انا بتكلم عن رموز المعارضة وهم في واقع الأمر ليسوا رموزاً ولا يحزنون
ثم تأتي وزارة شباب ثورة 19 ... والمدهش انك تلاقى المعارضة هس هس ولا حس ولا خبر .. اية ياعم ده وزارة ميكس بين وزارات سابقة ... ياعم اعمل عبيط ... يا بية ده نفس وزير الكهربا وكل سنة وانت طيب يعني ... بس هس خالص متفتحش بقك ... طيب وزير الداخلية ها .. وزير الداخلية واخدلى بالك اللى هو كان فى وقت سابق وزير مرسي والوزير اللى بيحمي المليشيات عشان كده مشى احمد جمال الدين وقالك حوش الوزير البلطجى الاخواني ... اية نظامه بقى .. موجود اهو فى الوزارة .... ياعم ازاى ده راجل كُمل وآخر حلاوة وهو خلاص تاب وربنا قبل التوبة مش هنقبلها احنا ... طيب مش المفروض وزارة تكنوقراط .. ده وزارة جبهة انقاذ يا ريس ... بس ياعم بتقول اية ده بتمثل كل الأطياف .. يا ريس طيب والإقصاء اية ظروفه .. أصل عرضنا على النور والحرية والعدالة ورفضوا .. والله بجد !! ... طيب مانتوا كنتوا بترفضوا برده السنة اللى فاتت وترجعوا تقولوا إقصاء ......... هل في بني آدم عاقل عنده ذرة وقار يتكلم الله يرضى عليكوا


ختاماً : كل هذه الأمور وأكثر حيث لا يتسع المقام لأكثر من ذلك هي محاولات بائسة وأؤكد هي بعون الله بائسة لشرعنة اللاشرعية من قبل نظام مبارك السابق ومؤسسات الدولة المباركية محاولة فرض سيناريو خاص بها لشرعنة اللاشرعية وأقول وأنا واثق هيهات هيهات .. فالشعب عندما عزل الإخوان لن يسمح بحكم العسكر أو حكم الفلول مرة أخرى .. وأقول لمن ينتمي إلى الثورة .. حافظ على المبادئ ولا تتهاون في الدماء لأن عندما يفرغ الفلول وبلطجية الداخلية من معركتهم مع التيار اليمينى سيتوجهون مباشرة إليكم لأنكم ستصبحون المنافسون لهم للوصول إلى السلطة .. ولن ينتصر في نهاية المطاف إلا شرعية الشرعية وهي إرادة الشعب وأبداً لن تحدث شرعنة اللاشرعية. 

Thursday, July 4, 2013

من العزلة إلى السلطة .. صحوة شعب



من العزلة إلى السلطة .. صحوة شعب ( مظاهرات 30 يونيو )

تتعملق مصر وتبدع في كتابة تاريخها الزاخر الذي يعود لمئات بلا آلاف السنين لتجسد بذلك عظمة كنانة الله في أرضه والتي تحمل بين طياتها من المتناقضات التي تجعلك تتصور وتدرك أنها هالكة لا مهالة ثم تتعجب من قدرتها على أن تجعل ذلك هو مصدر قوتها .. مصر الملهمة .. مصر العظيمة .. مصر الكنانة .. تحيا مصر.
قام شعب هذه الأمة بعد سنوات من الضيم طالت حتى ظن جلادوها أنهم باقون مؤبدون إلى يوم الدين - إذا كان منهم من يقر بيوم الدين -  فقامت وانتفضت معهم أحلامهم لتعانق شمس الحرية بعد ظلام العبثية، وما أن أدرك ولاة الأمور النهاية المحتومة حتى تنحوا جانباً ليفسحوا المجال لتلك الأحلام أن تنطلق ولذلك الطائر أن يغرد فرحاً بالحرية.
وجاء على أمرنا من بيننا رجلاً منتخباً يُشهد له بدماثة الخلق وطيبة القلب وعفة اليد وطهارة النفس، جاء مُحمد مرسي رئيساً للبلاد بعد ثورة على الظلم وضياع لحقوق الناس ، وهتف بالناس وهتفت الجماهير له بحرارة الشوق للفجر القادم في مشهد بديع بميدان التحرير، ومنذ اليوم الأول وتعالت الأبواق الهدامة عالياً من مؤسسات الإعلام والقضاء والشرطة والمؤسسة العسكرية، ولكنه ماضٍ في طريقه الثوري ساحباً البساط من تحت أرجل القيادة العسكرية التي كانت تشاطره حكم البلاد وهو ما ألهب مشاعر المصريين لتدفعه دفعاً لمزيد من التقدم .... ثم انتهى شهر العسل ....
حينما كان السيد الرئيس يواجه أجهزة الدولة وما تحويه من مستعمرات للدولة العميقة كان الشعب بجواره ويهتف له ويسانده، ولكن ما إن بدأ ينسلخ عن عباءة الشعب حتى وجد نفسه فريسة للدولة العميقة فقد لمع بريق السلطة في أعين جماعة الإخوان المسلمين وأخطئوا وتوالت أخطاؤهم حينما توهموا أن باستطاعتهم التأسيس للخلافة الإخوانية على الأراضي المصرية تحت شعارات تطهير الدولة ومؤسساتها من الفساد الذي لحق بها في عصور مضت.
انسلخ الرئيس عن عباءة الشعب بعدما خرت قواه ولم يستطع مقاومة الانفصال الجزئي عن جماعته أكثر من ذلك .. باع الشعب الذي كان داعماً له ومصدر شرعيته التي يتغنى بها واشترى الأهل والعشيرة غافلاً أن سر نجاحه وسر تواجده بهذا المنصب وفي سدة الحكم هم 8 مليون ناخب من غير جماعته وأنا منهم .. هنا وفي تلك اللحظات كانت بداية النهاية ... استقال كل من يحيط بالرئيس من مستشارين .. ارتكن إلى جماعته وفقط .. مزيد من التخبط والحكومة اللا حكومة .. مزيد من الخطابات العبثية .. مزيد من البعد عن الشعب .. فقام الشعب وقال كلمته مرة أخرى في تجربة فريدة من نوعها وجموع خرجت لتسطَّر في تاريخ مصر والعالم هذا المشهد الذي ربما لن تجد له مثيلا بذاكرة التاريخ.
كانت جماعة الإخوان المسلمين الجماعة المحبوبة في أثناء ما كانت تسمى من قبل النظام البائد بالجماعة المحظورة وكانت جموع الشعب تتعاطف معهم وتؤيدهم وتحمد لهم مواقفهم وشجاعتهم وأعمالهم الخيرية وتقف لهم احتراماً وتدعمهم في مطالبهم، فماذا جرى ؟ .. أهو حُلم السلطة وهوس السيطرة !!
ظلت الجماعة بذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة محط تقدير ومحبة الشعب المصري البسيط حتى بعد أن وصلت لسدة الحكم حتى سعى الاخوان المسلمون أنفسهم إلى هدم شعبيتهم ونسف جماعتهم بشكل مروع وتحطيم صورتهم أمام الشعب المصري فقطعوا أواصر المحبة وعلاقات المودة حتى انتهى بهم المقام إلى قطع شعرة معاوية الأخيرة التي كانت آخر ما تبقى لهم ليستيقظ الشعب على الصورة الزائفة لجماعة الإخوان المسلمين.
نعم هو شخص طيب القلب نظيف اليد وقل به ما شئت فهو كذلك .. ونعم ساعدت الدولة العميقة والنظام البائد وأجهزة الدولة المتقاعسة في التخلص من جماعة الإخوان المسلمين والأدلة كثيرة ولا يجحدها إلا جاحد فعلى سبيل المثال الأزمات الأخيرة التي اشتعلت وأطلت برأسها من كهرباء وسد نهضة والخ .. أين هي الآن ... نعم كلنا نعي أن نظاماً بائداً كان يحاول أن يظهر عجز الإخوان المسلمين ويُصدر لهم الأزمة تلو الأزمة ويضعهم في مواجهة الشعب المصري ليثور ضده ... ولكن أنت يا د مرسي من سمحت لذلك وساعدت عليه وغذيته وتركت شعبك الذي كان يعلم كل ذلك ويدعمك وركنت إلى جماعتك متوهماً أنها الملجأ والمخلِّص فوحدت الجميع ضدك في مشهد لم يذكره التاريخ من قبل.
وكما قال د معتز بالله عبد الفتاح " لم تستطع أن تكون ديكتاتورياً ناجحاً ولا ديمقراطياً ماهراً "
نهاية .. أقدر لك شخصك وأقدر كافة المواطنين من جماعة الإخوان المسلمين ولكنك لم تملك من الكفاءة ما يجعلك والياً علينا ولم تستطع أن تتعامل مع مصر التعامل الذي يحفظ لك البقاء .
... فمصر وطن خُلق ليقود ولم يُخلق ليُقاد ... تحيا مصر