Thursday, July 4, 2013

من العزلة إلى السلطة .. صحوة شعب



من العزلة إلى السلطة .. صحوة شعب ( مظاهرات 30 يونيو )

تتعملق مصر وتبدع في كتابة تاريخها الزاخر الذي يعود لمئات بلا آلاف السنين لتجسد بذلك عظمة كنانة الله في أرضه والتي تحمل بين طياتها من المتناقضات التي تجعلك تتصور وتدرك أنها هالكة لا مهالة ثم تتعجب من قدرتها على أن تجعل ذلك هو مصدر قوتها .. مصر الملهمة .. مصر العظيمة .. مصر الكنانة .. تحيا مصر.
قام شعب هذه الأمة بعد سنوات من الضيم طالت حتى ظن جلادوها أنهم باقون مؤبدون إلى يوم الدين - إذا كان منهم من يقر بيوم الدين -  فقامت وانتفضت معهم أحلامهم لتعانق شمس الحرية بعد ظلام العبثية، وما أن أدرك ولاة الأمور النهاية المحتومة حتى تنحوا جانباً ليفسحوا المجال لتلك الأحلام أن تنطلق ولذلك الطائر أن يغرد فرحاً بالحرية.
وجاء على أمرنا من بيننا رجلاً منتخباً يُشهد له بدماثة الخلق وطيبة القلب وعفة اليد وطهارة النفس، جاء مُحمد مرسي رئيساً للبلاد بعد ثورة على الظلم وضياع لحقوق الناس ، وهتف بالناس وهتفت الجماهير له بحرارة الشوق للفجر القادم في مشهد بديع بميدان التحرير، ومنذ اليوم الأول وتعالت الأبواق الهدامة عالياً من مؤسسات الإعلام والقضاء والشرطة والمؤسسة العسكرية، ولكنه ماضٍ في طريقه الثوري ساحباً البساط من تحت أرجل القيادة العسكرية التي كانت تشاطره حكم البلاد وهو ما ألهب مشاعر المصريين لتدفعه دفعاً لمزيد من التقدم .... ثم انتهى شهر العسل ....
حينما كان السيد الرئيس يواجه أجهزة الدولة وما تحويه من مستعمرات للدولة العميقة كان الشعب بجواره ويهتف له ويسانده، ولكن ما إن بدأ ينسلخ عن عباءة الشعب حتى وجد نفسه فريسة للدولة العميقة فقد لمع بريق السلطة في أعين جماعة الإخوان المسلمين وأخطئوا وتوالت أخطاؤهم حينما توهموا أن باستطاعتهم التأسيس للخلافة الإخوانية على الأراضي المصرية تحت شعارات تطهير الدولة ومؤسساتها من الفساد الذي لحق بها في عصور مضت.
انسلخ الرئيس عن عباءة الشعب بعدما خرت قواه ولم يستطع مقاومة الانفصال الجزئي عن جماعته أكثر من ذلك .. باع الشعب الذي كان داعماً له ومصدر شرعيته التي يتغنى بها واشترى الأهل والعشيرة غافلاً أن سر نجاحه وسر تواجده بهذا المنصب وفي سدة الحكم هم 8 مليون ناخب من غير جماعته وأنا منهم .. هنا وفي تلك اللحظات كانت بداية النهاية ... استقال كل من يحيط بالرئيس من مستشارين .. ارتكن إلى جماعته وفقط .. مزيد من التخبط والحكومة اللا حكومة .. مزيد من الخطابات العبثية .. مزيد من البعد عن الشعب .. فقام الشعب وقال كلمته مرة أخرى في تجربة فريدة من نوعها وجموع خرجت لتسطَّر في تاريخ مصر والعالم هذا المشهد الذي ربما لن تجد له مثيلا بذاكرة التاريخ.
كانت جماعة الإخوان المسلمين الجماعة المحبوبة في أثناء ما كانت تسمى من قبل النظام البائد بالجماعة المحظورة وكانت جموع الشعب تتعاطف معهم وتؤيدهم وتحمد لهم مواقفهم وشجاعتهم وأعمالهم الخيرية وتقف لهم احتراماً وتدعمهم في مطالبهم، فماذا جرى ؟ .. أهو حُلم السلطة وهوس السيطرة !!
ظلت الجماعة بذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة محط تقدير ومحبة الشعب المصري البسيط حتى بعد أن وصلت لسدة الحكم حتى سعى الاخوان المسلمون أنفسهم إلى هدم شعبيتهم ونسف جماعتهم بشكل مروع وتحطيم صورتهم أمام الشعب المصري فقطعوا أواصر المحبة وعلاقات المودة حتى انتهى بهم المقام إلى قطع شعرة معاوية الأخيرة التي كانت آخر ما تبقى لهم ليستيقظ الشعب على الصورة الزائفة لجماعة الإخوان المسلمين.
نعم هو شخص طيب القلب نظيف اليد وقل به ما شئت فهو كذلك .. ونعم ساعدت الدولة العميقة والنظام البائد وأجهزة الدولة المتقاعسة في التخلص من جماعة الإخوان المسلمين والأدلة كثيرة ولا يجحدها إلا جاحد فعلى سبيل المثال الأزمات الأخيرة التي اشتعلت وأطلت برأسها من كهرباء وسد نهضة والخ .. أين هي الآن ... نعم كلنا نعي أن نظاماً بائداً كان يحاول أن يظهر عجز الإخوان المسلمين ويُصدر لهم الأزمة تلو الأزمة ويضعهم في مواجهة الشعب المصري ليثور ضده ... ولكن أنت يا د مرسي من سمحت لذلك وساعدت عليه وغذيته وتركت شعبك الذي كان يعلم كل ذلك ويدعمك وركنت إلى جماعتك متوهماً أنها الملجأ والمخلِّص فوحدت الجميع ضدك في مشهد لم يذكره التاريخ من قبل.
وكما قال د معتز بالله عبد الفتاح " لم تستطع أن تكون ديكتاتورياً ناجحاً ولا ديمقراطياً ماهراً "
نهاية .. أقدر لك شخصك وأقدر كافة المواطنين من جماعة الإخوان المسلمين ولكنك لم تملك من الكفاءة ما يجعلك والياً علينا ولم تستطع أن تتعامل مع مصر التعامل الذي يحفظ لك البقاء .
... فمصر وطن خُلق ليقود ولم يُخلق ليُقاد ... تحيا مصر 

No comments: