أنا معادي للصهيونية ... فمالك تحاسبني على قناعاتي الخاصة وأفكاري ومعتقداتي ؟
أتطمع في أن أغيرها ؟
إذا فوفر على نفسك الوقت ذلك الذي ستمضيه في هراء ... فهي ببساطة متأصلة في جذور الجذور
تستطيع أن تغير أشياء سطحية بصعوبة فما بالك في أشياء راسخة متعمقة منذ نعومة الأظافر فالمعتقدات هي المحرك الرئيسي للفرد ، فأنت شئت أم أبيت تتصرف وفقا لتلك المعتقدات سواء ألاحظت ذلك أم لم تلحظ ، والمعتقد هو الشيء الراسخ الثبوت الغير قابل للتغيير وإذا حاولت التغيير في تلك الثوابت أو المعتقدات ستجد صعوبة منقطعة النظير ولكنك إذا
أردت فستنجح ولكن تذكر تغير طفيف في معتقدات سيغير من سلوك حياتك جملة وتفصيلاً
... نعم أعي ما أقول ... فهذا التغير الذي ربما لن تشعر بحجمه من شدة صغره إلا أنه سينعكس تلقائياً على قيمك وترتيب أولوياتك ومن ثم ينتقل إلى طريقة تفكيرك ثم ينعكس كل ذلك على مشاعرك الخارجية وسلوك حياتك اليومية
فالمعتقد لدى كل شخص هو حصن الدفاع الأول والأخير، ربما يكون كاللؤلؤة اللامعة في قارورة زجاجية محلقة بعيداً في أعالي السماء تقطن برج ذهبيا يبرق ويتوهج عند تعاقب أشعة الشمس عليه ليعطي صورة بديعة مفادها ممنوع الاقتراب أو التصوير وإلا .... وإلا
اندفعت جيوش جرارة للدفاع عن تلك اللؤلؤة أو إن شئت فقل ذلك المعتقد
ذلك الإيمان المطلق والمترسب والذي يفوق صلابة الصخر هو المؤثر الأول في شخصيتك الراهنة ، فإذا أردت التغيير فعليك التعامل بلطف وبحذر وبحرص مع هذه اللؤلؤة فربما تخدشها أو تكسرها حتى .. فعليك إذا معاملتها برفق إذا أردت التغيير حقاً
هذه المعتقدات تستمد قوتها وصلابتها تلك من خبراتك - من مجتمعك - من حياتك - من الظروف المعيشية - من طفولتك - من تربيتك - من تأثرك بالآخرين - وبالطبع من دينك
ليس شرطاً أن تكون معتقداتك كلها صحيحة فابحث وتوغل لتكتشف ما يصح منها وما يشذ ، ألم تلقي أحيانا الأسئلة سؤال تلو الآخر عن بعض التصرفات التي تفعلها دون مبرر أو دون تفكير ، فقط تفعلها لأنك ظللت تفعلها ككثير من العادات المجتمعية فتتوقف وتسأل نفسك ما مرجعية هذه العادات ولماذا اتصرف وفقا لها وهل أنا حقا مقتنع بها ؟ ألم يحدث
ذلك بالنسبة لي حدث مراراً وبناءاً عليه غيَّرت كثيراً من تلك العادات الغير منطقية
ومن هذا المنطلق فأنا ببساطة معادي للصهيونية بكل دواعيها وأشكالها مهما تلونت فإذا أردت أن تغيرها فعليك أولا هزيمة هذه الجيوش الجرارة التي ستلتهمك إذا ما حاولت الوصول لهذه اللؤلؤة
ولا أخفي عليكم أيضا أن من اليهود أنفسهم من هو معادٍ للصهيونية معتقدين أنه يتوجب عليهم انتظار المخلص كي يخلصهم هكذا يعتقدون ومن هذه الحركات أو المنظمات - ناتوراى كارتا
إذا فعار على أي عربي مسلم أن تتهمه قيادته بمعاداته للصهيونية ... هل وصلنا إلى هذا حقاً