Monday, October 15, 2012

زحمة الموقف

يترقب وينتظر بينما الأخير بالهاتف يتحدث ، وهذا بالسيجارة مأسور وذاك يحاول أن يضيع الوقت بالتخاطب إلى زميله ومنهم من يكون صداقات جديدة ... منهم السليم والقعيد .. الشاب والكهل .. عن زحمة الموقف أتحدث فذاك عالم آخر من العوالم التي يعيشها المواطن المصري المطحون يومياً وفى ظل هذا الزحام الشديد واختفاء لعنصر السيارة الأجرة التي ستقل هؤلاء القوم إذا به يطل عليك من بعيد يتهادى كالغزال فى مشيته أو كالفيل أو كالسلحفاة أو أين كان يعنى .. متجها مباشرا إليك والبريق يطل من عينيه ويطرح عليك السؤال الذي تقف أمامه جوامع الكلم عاجزة وتبقى الكلمات والحروف إذا وجُدت متحشرجة تأبى الخروج : هو مفيش عربيات ولا اية !!!

Friday, October 12, 2012

ماذا دهاكِ يا أمة الإسلام



ماذا دهاكِ يا أمة الإسلام .. لما تتخبطين بين يمنة ويسار .. ضيعتِ الإسلام فكنتِ الأذل بين الشعوب .. وتبتغي في غيره آملة العزة والشموخ .. لما لا تقتنعي أننا قوم أعزنا الله بالإسلام .. لماذا هي عقول مقفلة وقلوب مغلَّقة تأبى الحقيقة تحت شعارات ملونة مبهرجة خلف ستائر لامعة مزخرشة ، الكل يهتف ويهتف ويصيح أنا الذي اختار الله للعلا ، أنا من بيدي مفاتيح السعادة والهنا فيتصارعون ويتنابذون ويتشاجرون ويتعاركون بل ويقتتلون فأي علا ومجد تريد !! ، أي هدف نبيل وغاية سامية ترجو !! ، وماذا تريدني أن انتظر منك بعد إذ وصلت ، أي مجد هذا نتحدث عنه ، سيدي الغاية لا تبرر الوسيلة فقد كان الكريم سيد ولد آدم خير قدوة ومثال ففتح الله به شتى بقاع الأرض ، أبداً لم يغلب أهوائه أو تطلعاته الشخصية ، أبداً لم يكن يريد حب الظهور وحب التملك وحب السيطرة والقيادة ، أبداً لم يرى أنه الحق الذي لا يأتيه الباطل من دونه إلا فيما أوحى الله به إليه ، ما أشد الفتنة وما أفتكها بالعباد وبالبلاد فما بالكم بفتنة ونحن أمة مهلهلة حالها كحال طفل الشارع الممزقة ثيابه يحاول أن يرقعها من كل جانب ، نعاند ونجابه ولا نريد أبداً الاقتناع بأنه لا ثوب لنا إلا ثوب الإسلام ، ماذا تعنى ليبرالية ؟ ، ماذا تعني شيوعية ؟ ، ماذا تعني اشتراكية ؟ ، ماذا تعني علمانية ؟ ، ماذا تعنى حلزونية لولبية بتنجانية ؟ ، ما الذي يدفعنا دفعاً إلى هذه المصطلحات وأود حقاً وعن شوقٍ أتمنى أن أعي على ماذا تحتوي هذه المقررات يتميز أو يزيد عما جاء به الإسلام ، كيف لمناهج وضعية من صنع الإنسان أن تكون قابلة للتطبيق بل وأن تحكم وأن تسود والمنهج السماوي لا يستطيع أن يحكم ولا أن يُطبق ؟ ، أليس من الجائز عزيزي وعزيزتي أن يظهر فذ جديد ورجل فريد من نوعه سيجود الزمان به أن يضع منهجاً آخر ويثبت أن هذه المناهج لا تصلح وليكن سيطلق عليه منهج الشنكفوشيا ، ثم يصبح العالم كله ينتمي للفكر الشنكفوشي لأنه أصلح وأقوى وأثبت ضعف المذاهب القديمة !!

فليحفظنا الله بحفظه ويهيئ لبلدنا أن تستقر وتزدهر وتنطلق كنسر حر طليق في سماء الدنيا ولكنها لا تأخذ من النسر إلا التحليق لا أرجوها أبداً أن تأخذ منه تغذيه على الكائنات المتحللة فنصبح أمة رمرامة
ولتهدأ أخي الإخواني فلا تغرنك السلطة فهي زائلة
ولتهدأ أخي الليبرالي والعلماني فليس البعد عن الإسلام هو العزة وليس دائماً يجب أن تكون أنت الصواب وأنت النخبة فلقد سئمت كلام النخبة الذي يُعجب الزُرَّاع لونه
ولتهدأ أخي الاشتراكي فمن منا لا يريد العدالة الاجتماعية

ولتهدءوا جميعاً فما كان مكتوب ومقدر هو ما سيكون فافعل ما شئت فلن يكون إلا ما أراد الله له أن يكون
أحمد

Thursday, October 11, 2012

طفلُ بالشارع


جنَّ الليل عليه .. نعم لقد حان وقت العودة .. ولكن إلى أين .. بالطبع إلى المنزل ... ولكن ... لا يوجد منزل!! 
فآوى إلى سيارة فارهة وأسفل منها كانت نومته ، كان سريره هو أسفلت الطريق ، وكانت وسادته هي يده التي لم يئن لها أن تستريح بعد ما أصابها طيلة اليوم من إنهاك وتعب ونصب ، وغطاؤه هو ملابسه المتسخة الممزقة حين يحاول أن ينام بوضعية الجنين حتى يقلل الحيز الذي يشغله فتغطي ملابسه المرقعة أكبر مساحة ممكنة من هذا الجسد البالي الذي لم يختر أن يكون هكذا في مثل هذه السن الصغيرة فهو لم يبلغ الخامسة عشر بعد على أقصى تقدير بينما ينعم غيره في الثراء الفاحش ، بينما يلقى غيره أصناف الأطعمة من كل لون كبقايا طعام هالك هو عنده يعد من أشهى ما يذهب إليه خياله ... أظنني وأظنكم لا نريد أبداً لأنفسنا هذه الحياة ولا نرضاها أيضاً لأولادنا ، فماذا جنت يداه حتى يكون بيننا من سيحاسبنا الله عليه يوم الحساب ، يوم لا يُظلم أحداً ... فلو عاد وساد الإسلام ما جاعت الطير في بلادنا لا أقول البشر .. فدعونا ننتظر يوماً قريباً لا يجوع فيه من يجعلنا مطية لأعدائنا