Thursday, October 11, 2012

طفلُ بالشارع


جنَّ الليل عليه .. نعم لقد حان وقت العودة .. ولكن إلى أين .. بالطبع إلى المنزل ... ولكن ... لا يوجد منزل!! 
فآوى إلى سيارة فارهة وأسفل منها كانت نومته ، كان سريره هو أسفلت الطريق ، وكانت وسادته هي يده التي لم يئن لها أن تستريح بعد ما أصابها طيلة اليوم من إنهاك وتعب ونصب ، وغطاؤه هو ملابسه المتسخة الممزقة حين يحاول أن ينام بوضعية الجنين حتى يقلل الحيز الذي يشغله فتغطي ملابسه المرقعة أكبر مساحة ممكنة من هذا الجسد البالي الذي لم يختر أن يكون هكذا في مثل هذه السن الصغيرة فهو لم يبلغ الخامسة عشر بعد على أقصى تقدير بينما ينعم غيره في الثراء الفاحش ، بينما يلقى غيره أصناف الأطعمة من كل لون كبقايا طعام هالك هو عنده يعد من أشهى ما يذهب إليه خياله ... أظنني وأظنكم لا نريد أبداً لأنفسنا هذه الحياة ولا نرضاها أيضاً لأولادنا ، فماذا جنت يداه حتى يكون بيننا من سيحاسبنا الله عليه يوم الحساب ، يوم لا يُظلم أحداً ... فلو عاد وساد الإسلام ما جاعت الطير في بلادنا لا أقول البشر .. فدعونا ننتظر يوماً قريباً لا يجوع فيه من يجعلنا مطية لأعدائنا 

No comments: